شبهة القرآن الكريم وشعر امرئ القيس
دنت الساعة وانشق القمر عن غزال صاد قلبي ونفر
أحورٌ قد حِرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حوَر
مرّ يوم العيد بي في زينة فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لحاظٍ فاتك فرَّ عنّي كهشيم المحتظر
وإذا ما غاب عني ساعة كانت الساعة أدهى وأمر
كُتب الحُسن على وجنته بسحيق المسك سطراً مختصر
عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى فرأيتُ الليل يسري بالقمر
بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر
قلت إذ شقّ العذار خده دنت الساعة وانشق القمر
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره} وقوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها} وقوله تعالى: {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} وقوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} وقوله تعالى: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.
لقد أثار بعض الفجرة من النصارى قضية هذة الابيات المنحولة إلى إمرؤ القيس الشاعر الجاهلي , بأن نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد اقتبسها ووضعها بالقران , في محاولات مستميتة منهم للطعن في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,ومحاولاتهم بدأت مع بداية بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم ولم تنل من الإسلام شيئا ولن تنل من الإسلام شيئا فإن الله قد تكفل لنا بحفظ كتابه حتى قيام الساعة , فلا خوف على كتاب الله أن يصيبه التحريف أو التبديل سواء نصاً أو معنى , كما أصاب كتب النصارى أو اليهود . وكان من نتيجة ادعاء هؤلاء الجهلة ذلك وغيره , أن إنبري عدد من المسلمين للرد على مزاعم هؤلاء , وتفنيد شبهاتهم , وبهذا يحدث التأييد والنصرة لهذا الدين على يد هؤلاء السفهاء من حيث لا يعلمون .
فقد استدل هؤلاء بما أورده المناوي المتوفي عام 1029هـ في كتابه "فيض القدير شرح الجامع الصغير" [2/187] وهوكتاب في الاحاديث ، في سياق تعريفه لأمرؤ القيس ,ولم ترد تلك الأبيات في ديوان الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس الكندي بطبعاته المختلفة , فمن هو امرؤ القيس المقصود , والذي يعنيه جهلة النصارى أنه صاحب تلك الأبيات ,فلدينا الكثير من الشعراء ممن يحملون اسم امرؤ القيس ,فلاشك ان صاحب تلك الابيات مسلم يدعي امرؤ القيس اقتبسها واستلهمها من القران وليس لة ديوان معروف ,وادلتنا علي ذلك:
اولا:
قوله في النص المدعى (مر يوم العيد في زينته) أليس يوم العيد إحتفالاً إسلامياً ؟ فكيف يكن هذا كلام إمرؤ القيس الجاهلي ويذكر فيه يوم العيد وهو من مات قبل مولد نبينا صلى الله عليه وسلم بثلاثين عام أو أكثر والنبي بعث وعمره أربعين سنة أي أن تلك الأبيات بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد عن سبعين عاماً .
ثانيا:
ان كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير تصدي فية المناوي الي ألفاظ الأحاديث وتوضح غامضها وكشف فوائدها، وما يستنبط منها من الأحكام بعبارة واضحة خالية من التعقيد، كما يذكر أحكام أئمة الشأن على الأحاديث الواقعة في الكتاب من شروح الاحاديث ,وبهذا لا يعتد به في توثيق الشعر لاسيما لو كان مؤلفه متاخر.
ثالثا:
أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي
، على اختلاف طبعاته، ونسخه ورواياته، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه.
رابعا:
أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءاً منها.
خامسا:
أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة الأعلم الشنتمري، ونسخة الطوسي، ونسخة السكري، ونسخة البطليوسي، ونسخة ابن النحاس وغيرها، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ، لا من قريب ولا من بعيد، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده.
سادسا:
أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه، وما نسب إليه من ذلك، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله، ولا على أنها مما نحل عليه -أي نسب إليه وليس هو من قوله- ومنها دراسة للأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح، وما نحل عليه ومن نحله، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة.
سابعا:
ومن عجب القول أن تكن تلك الأبيات لإمرؤ القيس ويظهر رسول الله في قريش التي هي أفصح العرب وأحفظهم لشعر الشعراء حتى أنهم يضعون أشهر سبع قصائد مطولات على جدران الكعبة وتسمى المعلقات , ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسفه دينهم , ويكسر أصنامهم , ويمحي باطلهم , ولا يخرج منهم رجل حافظ للشعر , واحد فقط , ويقل له أنت يا محمد نقلت تلك الأبيات من إمرؤ القيس , ثم يأت سفيه بعد ألف وخمسمائة سنة ليقل لنا خذوا تلك أبيات إمرؤ القيس التي نقلها نبيكم بقرآنكم .
وأكاد أجزم أن هؤلاء السفهاء الذين يرددون هذا الكلام , لم يقرأوا في حياتهم شيئاً من أشعار إمرؤ القيس أو غيره ولكن مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً , يلقي إليهم رهبانهم وقساوستهم الكلام فيرددونه كالببغاوات بلا فهم ولا وعلم ولا وعي .
وهل هذا الشعر السلس السهل الغير موزون في بعض أبياته شعراً جاهليا ؟ وإذا قارنا بين شعر إمرؤ القيس وتلك الأبيات هل نجد أي وجه شبه بينهما ؟ وإليك شيئا مما قاله امرؤ القيس لتر الفارق في النظم واللفظ وقوة العبارة :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
ترى بعر الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل
كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وهل يقارن ذاك الشعر الركيك بقول امرؤ القيس
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي خفاف عقنقل
دنت الساعة وانشق القمر عن غزال صاد قلبي ونفر
أحورٌ قد حِرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حوَر
مرّ يوم العيد بي في زينة فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لحاظٍ فاتك فرَّ عنّي كهشيم المحتظر
وإذا ما غاب عني ساعة كانت الساعة أدهى وأمر
كُتب الحُسن على وجنته بسحيق المسك سطراً مختصر
عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى فرأيتُ الليل يسري بالقمر
بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر
قلت إذ شقّ العذار خده دنت الساعة وانشق القمر
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره} وقوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها} وقوله تعالى: {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} وقوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} وقوله تعالى: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.
لقد أثار بعض الفجرة من النصارى قضية هذة الابيات المنحولة إلى إمرؤ القيس الشاعر الجاهلي , بأن نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد اقتبسها ووضعها بالقران , في محاولات مستميتة منهم للطعن في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,ومحاولاتهم بدأت مع بداية بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم ولم تنل من الإسلام شيئا ولن تنل من الإسلام شيئا فإن الله قد تكفل لنا بحفظ كتابه حتى قيام الساعة , فلا خوف على كتاب الله أن يصيبه التحريف أو التبديل سواء نصاً أو معنى , كما أصاب كتب النصارى أو اليهود . وكان من نتيجة ادعاء هؤلاء الجهلة ذلك وغيره , أن إنبري عدد من المسلمين للرد على مزاعم هؤلاء , وتفنيد شبهاتهم , وبهذا يحدث التأييد والنصرة لهذا الدين على يد هؤلاء السفهاء من حيث لا يعلمون .
فقد استدل هؤلاء بما أورده المناوي المتوفي عام 1029هـ في كتابه "فيض القدير شرح الجامع الصغير" [2/187] وهوكتاب في الاحاديث ، في سياق تعريفه لأمرؤ القيس ,ولم ترد تلك الأبيات في ديوان الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس الكندي بطبعاته المختلفة , فمن هو امرؤ القيس المقصود , والذي يعنيه جهلة النصارى أنه صاحب تلك الأبيات ,فلدينا الكثير من الشعراء ممن يحملون اسم امرؤ القيس ,فلاشك ان صاحب تلك الابيات مسلم يدعي امرؤ القيس اقتبسها واستلهمها من القران وليس لة ديوان معروف ,وادلتنا علي ذلك:
اولا:
قوله في النص المدعى (مر يوم العيد في زينته) أليس يوم العيد إحتفالاً إسلامياً ؟ فكيف يكن هذا كلام إمرؤ القيس الجاهلي ويذكر فيه يوم العيد وهو من مات قبل مولد نبينا صلى الله عليه وسلم بثلاثين عام أو أكثر والنبي بعث وعمره أربعين سنة أي أن تلك الأبيات بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد عن سبعين عاماً .
ثانيا:
ان كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير تصدي فية المناوي الي ألفاظ الأحاديث وتوضح غامضها وكشف فوائدها، وما يستنبط منها من الأحكام بعبارة واضحة خالية من التعقيد، كما يذكر أحكام أئمة الشأن على الأحاديث الواقعة في الكتاب من شروح الاحاديث ,وبهذا لا يعتد به في توثيق الشعر لاسيما لو كان مؤلفه متاخر.
ثالثا:
أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي
، على اختلاف طبعاته، ونسخه ورواياته، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه.
رابعا:
أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءاً منها.
خامسا:
أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة الأعلم الشنتمري، ونسخة الطوسي، ونسخة السكري، ونسخة البطليوسي، ونسخة ابن النحاس وغيرها، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ، لا من قريب ولا من بعيد، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده.
سادسا:
أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه، وما نسب إليه من ذلك، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله، ولا على أنها مما نحل عليه -أي نسب إليه وليس هو من قوله- ومنها دراسة للأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح، وما نحل عليه ومن نحله، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة.
سابعا:
ومن عجب القول أن تكن تلك الأبيات لإمرؤ القيس ويظهر رسول الله في قريش التي هي أفصح العرب وأحفظهم لشعر الشعراء حتى أنهم يضعون أشهر سبع قصائد مطولات على جدران الكعبة وتسمى المعلقات , ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسفه دينهم , ويكسر أصنامهم , ويمحي باطلهم , ولا يخرج منهم رجل حافظ للشعر , واحد فقط , ويقل له أنت يا محمد نقلت تلك الأبيات من إمرؤ القيس , ثم يأت سفيه بعد ألف وخمسمائة سنة ليقل لنا خذوا تلك أبيات إمرؤ القيس التي نقلها نبيكم بقرآنكم .
وأكاد أجزم أن هؤلاء السفهاء الذين يرددون هذا الكلام , لم يقرأوا في حياتهم شيئاً من أشعار إمرؤ القيس أو غيره ولكن مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً , يلقي إليهم رهبانهم وقساوستهم الكلام فيرددونه كالببغاوات بلا فهم ولا وعلم ولا وعي .
وهل هذا الشعر السلس السهل الغير موزون في بعض أبياته شعراً جاهليا ؟ وإذا قارنا بين شعر إمرؤ القيس وتلك الأبيات هل نجد أي وجه شبه بينهما ؟ وإليك شيئا مما قاله امرؤ القيس لتر الفارق في النظم واللفظ وقوة العبارة :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
ترى بعر الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل
كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وهل يقارن ذاك الشعر الركيك بقول امرؤ القيس
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي خفاف عقنقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق